يا جماعة أنا قرأت هذا المقال لصلاح منتصر فى جرية الأهرام يوم الإثنين 1-12-2008 عن اللغة
العربية. ياترى ما هى الأسباب التى أدت إلى انهيارها؟ وإليكم هذ المقال
انهيار العربية..!
ماذا حدث لمصر وناس مصر ومحلات مصر وأسواق مصر؟ ذهبت إلي أحد المجمعات التجارية الحديثة فلم أجد لافتة واحدة مكتوبة باللغة العربية.. ومن يمر في الشوارع التجارية بحي المهندسين سوف يلاحظ أن معظم المحال إن لم يكن كلها تحمل أسماء أجنبية مكتوبة بحروفها الأجنبية... وكأن لغتنا الجميلة تعجز عن تسمية محل أو أن هذه المحال موجودة في دولة أجنبية لاتتحدث العربية! ونموذج شوارع المهندسين موجود في أصغر الحواري والقري مما يعكس أن اللغة العربية أصبحت لغة مكروهة وربما محتقرة من بعض أبنائها متصورين أنهم بذلك حشروا أنفسهم في زمرة العالم المتحضر..
هذا الاتجاه في التنازل عن استخدام العربية يمثل خطرا كبيرا, فاللغة ليست وسيلة تخاطب فقط وإنما هي وسيلة تفكير وهي أحد أركان أمن الشعب ثقافيا وفكريا.. وعندما تعرضت الدول العربية للاحتلال فقد كان من بين مانجح فيه الاستعمار الفرنسي تغريب الذين احتلهم وابعادهم عن العربية, بينما فشل الاحتلال الانجليزي في أن يفعل ذلك في مصر, وظلت اللغة العربية الحصن الذي احتمي به المصريون ودافعت به الطبقة الوسطي عن قيم مجتمعها وعاداته وتقاليده, فلما ضعفت هذه الطبقة لأسباب عديدة وضعف التعليم بصورة عامة وتعليم اللغة العربية بصورة خاصة, جاءت الثمار كما أصبحنا نري في التخلي عن لغتنا وإلي حد تفاخر البعض بعدم إجادة التحدث بالعربية وإهانة قواعد النحو والصرف كل يوم بل كل ساعة سواء في أحاديثنا الرسمية أو التليفزيونية أو علي المسرح والسينما والأغاني!
ومع أن الدستور ينص علي أن العربية هي اللغة الرسمية إلا أنه ليست هناك قوانين تدافع عن هذه اللغة وتحميها من أنصاف المتعلمين الذين وجدوا فيها موضة قديمة لاتليق بالحضارة المصطنعة التي يدعوها.. حتي مجمع اللغة المفروض ان يحارب اعداء اللغة يبدو مستسلما للغزاة الجدد الذين نجحوا في تخريب الأسرة والمؤسسات التعليمية والثقافية والفنية ووسائل الاعلام المختلفة..
أطفالنا لم يعودوا يتكلمون العربية ومحرومون من قيم الجمال أو الخيال أو التاريخ, فماذا ننتظر منهم عندما يقودون المستقبل؟